عبدالعظيم الأنصاري
تستمر عمليات الاستيطان الص.ه.ي.و.ن.ي في الق.د.س على قدم وساق، في بداية مسيرتي العملية حضرتُ ندوة أكد فيها الدكتور أحمد يوسف القرعي أن مخطط تهويد القدس يسير بثبات، وهو ما قد حدث.
مؤخرًا وكما كان متوقعا اتفق حزب " الليكود " بزعامة بنيامين نتنياهو مع حزب " عوتسما يهوديت " بزعامة ايتمار بن غفير ، ذو التوجهات الفاشية في إطار التفاهمات السياسية بين الطرفين للشراكة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة على شرعنة 65 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة ، خلال 60 يوما من تنصيبها وذلك خلال جلسة المفاوضات الائتلافية التي عقدت بين الجانبين وتوصيل هذه البؤر بالمياه والكهرباء والبنية التحتية الخليوية وتعزيزها بـتدابير أمنية.
كشف وزير شؤون القدس زئيف الكين وهو يغادر موقعه في الحكومة المنصرفة النقاب عن مخططات ضخمة قام فريق الوزارة قد اعدها لاستكمال قرارات الحكومة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتهويد القدس عن رصد موازنة كبيرة لمخطط المدينة المائية بقيمة 2 مليارد شيكل اضافية بهدف تعميق الطابع اليهودي للمدينة ، في الوقت الذي شرعت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بالعمل فعليًا على بناء أطول جسر سياحي تهويدي فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بطول 200 متر، يمر فوق شمال غربي سلوان ويربط بين القدس القديمة و"جبل صهيون" وحي الثوري. وتنفذ المشروع، الذي تقدر تكلفته بنحو 20 مليون شيكل عدة مؤسسات تضم وزارة "شؤون القدس"، ووزارة السياحة، وسلطة "تطوير القدس" وبلدية الاحتلال وشركة "موريا" التابعة للبلدية وجمعية "إلعاد" الاستيطانية.
أحمد القرعي:مخطط تهويد القدس يسير بثبات
أكد أحمد يوسف القرعي - نائب رئيس تحرير الأهرام المصرية- أن المخطط الصهيوني لتهويد القدس يسير بثبات وقال: " إن المدينة المقدسة تعرضت لأبشع محاولات التهويد من 1996 إلى 2005، حيث نجح شارون رئيس الوزراء الثالث عشر لإسرائيل في غرس البصمات اليهودية على القدس أكثر من سابقيه، واستطاع خداعنا " بفرقعاته" السياسية والإعلامية مثل حصار عرفات وغيرها بينما كان يسعى بثبات تجاه تنفيذ مخططه لتهويد القدس".
جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، حاول من خلالها توضيح مستقبل التسوية الغامض في القدس المحتلة وأفضى إلى عدم توافر النية لدى شارون لإجراء مفاوضات حول التسوية النهائية، حيث رفض قيام هذه المفاوضات سنة 1966 كما أنه في أثناء رئاسته لوزارة الدفاع في حكومة باراك طالب بتأجيل التفاوض 20 سنة لأنه يسعى إلى تهويد القدس خلال تلك السنوات لكي يفاوض على واقع ديموغرافي يصب في صالحه.
كما قال القرعي: " القدس محاصرة الآن بمنظومة من المستعمرات لأن كل مستعمرة تقوم بأداء دور لحصار المدينة المقدسة، ويحاصر داخل المدينة ما يقرب من 250 ألف فلسطيني مقابل حوالي 250 ألف يهودي يقطنون المستعمرات المحاصِرة للقدس.
وتابع القرعي: " إن خطورة قضية القدس ظهرت جلية منذ 1969م، حيث كانت أول محاولة للاعتداء على المسجد الأقصى، وذلك ما كان ينبئ بأن " إسرائيل" لن تترك القدس الشرقية وستضمها إلى القدس الغربية في كيان واحد تكون هي المهيمنة عليه وهذا ما يحدث الآن".
وأشار إلى أن أكبر الأخطار المحدقة بالقدس هي التحالف الأمريكي مع " إسرائيل" وإصدار الكونجرس الأمريكي قراراً في 24 أكتوبر 1995 يسمح بتهويد القدس، فكما قالها جمال عبد الناصر: " إن من لا يملك أعطى لمن لا يستحق واتفقا على أن يسلبا صاحب الحق حقه".
وأكد القرعي " أن وعد بلفور يتضاءل الآن أمام وعود بوش وأخطرها في مايو إبريل 2004 بمنح "إسرائيل" الهيمنة الكاملة على الأراضي التي سيطرت عليها". وقال: " أنه متفائل رغم كل شيء، حيث إن الإحتلال الإسرائيلي هو الإحتلال رقم 41 للمدينة المقدسة، ولأنها تخلصت من المحتلين السابقين فستتخلص بإذن الله من هذا الإحتلال الصهيوني". وذكر عبارة العالم المصري جمال حمدان: " الاحتلال مجرد جملة اعتراضية في حياة الشعوب".
وأشار إلى مؤتمر المهندسين العرب في بيروت 1995 وإلى نظرتهم كمتخصصين للمدينة المقدسة عندما أكدوا اختفاء أي معالم أثرية يهودية عبرية من 35 بوابة للقدس وكل البيوت والمباني المعمارية القديمة في المدينة، فالطابع المعماري الوحيد البارز هو الطابع العربي في الآثار الإسلامية والمسيحية ولا يوجد أي نقش عبري على أي معمار قديم، وكيف تحاول الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مسخ القدس وتحويلها لمدينة يهودية. وأخطر ما يهدد القدس في الحقيقة خطران:-
الأول: الضغوط الأمريكية لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، السفارة الأمريكية تم بناؤها على أرض أوقاف إسلامية مسيحية. وقد " انتقلت سفارتين بالفعل إلى القدس 1985 وهما سفارة السلفادور وسفارة كوستاريكا وقامت مصر عندها بقطع علاقتها مع الدولتين.
الثاني: قضية بيع الأراضي، إذا كان قد تم الكشف عن هذه القضية بالكشف عن بيع أراضي في البلدة القديمة لمستثمر يهودي فمعنى ذلك أن هناك أراضي قد تم بيعها فعلاً قبل القضية الأخيرة.
في النهاية تساءل القرعي هل الحكومات وحدها هي التي تتحمل مسؤولية القدس؟ .. وأجاب قائلاً " هناك مسؤوليات عربية غائبة". وأشار إلى أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الاتحادات المهنية العربية فعددها يصل إلى 160 اتحاد مهني عربي يضم 30 مليون نسمة من العرب يشكلون عقل الأمة العربية من محامين وصحفيين ومهندسين وأطباء .. الخ. الذي يجوبون كل يوم .. في المؤتمرات والمحافل الدولية.
وطالب بإعداد حقيبة وزارية مختصة بشؤون القدس في جميع الدول العربية والإسلامية التي تصل إلى 57 دولة. وقال: " إن وقتها فقط سيدرك العالم أن القضية ليست قضية فلسطين وحدها وإنما هي ملك لأكثر من مليار مسلم حول العالم".
______________________________________________
نُشر في جريدة مصر العربية الإلكترونية, 31 مارس 2005
تعليقات
إرسال تعليق