عبدالعظيم الأنصاري
بقرة حمراء فاقع لونها، لليهود قصص مع الأبقار وألوانها بين الأصفر والأحمر، ولن نبالغ عندما نقول
أن بقرة حمراء رعتها منظمات يهودية صهيونية في ولاية تكساس الأمريكية، صُممت بأحدث تقنيات
الهندسة الوراثية لتولد حمراء لا لبس في حمرتها، ولا بها شعرة من لون آخر، إحدى أهم أسباب
عملية طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني.
قبل الحرب الجارية بشهرين ونصف أعلنت القناة الـ 12 الإسرائيلية استقدام خمس بقرات حمراء من ولاية
تكساس الأمريكية، إلى مزرعة سرية خاصة في الأراضي المحتلة، استعدادًا لإجراء طقوس ذبحها
وحرقها، بهدف استخدام رمادها لتطهير اليهود، ليسمح لهم ربهم، بحرية دخول المسجد الأقصى،
وإلغاء فتوى الحاخامية الكبرى بتحريم دخول اليهود إلى المسجد، بسبب نجاسة الموتى التي تمنع
اليهود من دخول المكان حسب عقيدتهم.
يناير الماضي، بلغت البقرات الخمس عامهم الثاني، ورغم أن التلمود يذكر أن البقرة لابدة أن تكون
في الثالثة من عمرها، لتكون مناسبة للذبح وإجراء الطقوس، فإن تفسير حاخامات جماعات المعبد
المتطرفة، لهذه العبارة اعتبر أن المقصود هو دخول البقرة في السنة الثالثة وليس إتمامها، ولا ضير
لديهم إن تأخرت الطقوس بعد ذلك، وهكذا يكون وقت الطقوس قد بدأ في أي وقت بداية من يناير
الماضي.
لكن هناك تاريخ محدد لذبح البقرة، حسب شريعة التلمود، فلابد أن يتوافق مع ذكرى ذبح النبي
موسى - عليه السلام - أول بقرة حمراء في التاريخ اليهودي، وفقًا للتقويم البعري، والذي يوافق
هذا العام العاشر من أبريل المقبل، والذي يتوافق بالصدفة مع عيد الفطر المبارك.
ستكون هذه البقرة الحمراء العاشرة في التي يتطهر بها اليهود طوال تاريخهم الممتد، بهدف هدم
المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم.
وقد نشر معهد المعبد إعلانًا يبحث فيه عن كهنة متطوعين لتدريبهم على طقوس عملية ذبح
وإحراق البقرة الحمراء وإجراء عملية التطهير، شريطة أن يكون المتطوع من مواليد القدس.
توجد علاقة قوية بين ظهور البقرة الحمراء العاشرة، وظهور المسيح في العقيدة اليهودية، وبناء
المعبد للمرة الثالثة، إذ يُراهن تيار الصهيونية الدينية على جذب أعداد غفيرة من المتدينين بعد
أن يروا عملية التطهير، وذبح البقرة الحمراء، إلى جبل المعبد، وهدم المسجد وبناء المعبد مكانه،
استعدادًا لاستقبال المسيح حسب عقيدتهم.
المتابع لتحركات جماعات الصهيونية اليهودية المتطرفة، المدعومة من الحكومة الإسرائيلية الحالية،
وتصريحاتهم، يتأكد من إصرارهم على تنفيذ مخطط البقرة الحمراء في موعده المتزامن مع عيد
الفطر، وقد استبقت المقاومة الفلسطينية تلك الخطوة بعملية طوفان الأقصى في محاولة لمنع
إجراء الطقوس التلمودية في المسجد الأقصى، وتغيير الواقع الإسرائيلي، بما يؤدي إلى منع
تلك الطقوس.
ومع استمرار العمليات القتالية في قطاع غزة، يتصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني والعربي
والإسلامي، والعالمي الإنساني، ضاغطًا على الكيان الصهيوني دون جدوى فيما يبدو.
لا أحد يُمكن أن يُخمن ماذا يُمكن أن يحدث في عيد الفطر المبارك على وجه التحديد، لكن لا شك
أن ما سيحدث سيكون له ما بعده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر الخميس 28 مارس 2024 في صحيفة الكرامة
تعليقات
إرسال تعليق