القائمة الرئيسية

الصفحات

الإعلام الغربي يعترف بحتمية طوفان الأقصى

 

عبدالعظيم الأنصاري

ضمن أمواج طوفان الأقصى المتتابعة منذ عام وحتى الآن، والتي ستظل هادرة حتى سقوط الكيان الصهيوني، اعترف العديد من الكتاب والمنصات الإعلامية الغربية بأن غزة أكبر سجن مفتوح في العالم، وأن عملية طوفان الأقصى، كانت حتمية.


في هذا الإطار، احتفى ميلفين جودمان الباحث في مركز السياسة الدولية، والأستاذ بجامعة جونز هوبكنز، عن باعتراف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بأن الفلسطينيين في غزة سُجنوا فعليًا في شريط ضيق مساحته 141 ميلًا مربعًا بين مصر وإسرائيل تحوّل إلى منطقة قتل، واعتراف صحيفة واشنطن بوست بأن الأمر سيستغرق 80 عامًا لإعادة بناء جميع المنازل المدمرة في غزة، ما اعتبره اعتراف أخير باتهام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للإسرائيليين قبل 14 عامًا، بتحويل غزة إلى سجن كبير مفتوح.

ألقى جودمان في مقاله بصحيفة كونتربانش، الضوء على حجم الدمار الهائل الذي يشهده قطاع غزة، إذ سجل تقييم الأقمار الصناعية للأمم المتحدة أن القصف والغارات الجوية الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بأكثر من 65% من مباني غزة، بما في ذلك 230 ألف منزل، كما تُقدر منظمة الصحة العالمية وجود ما لا يقل عن 10 آلاف جثة مدفونة تحت هذه المباني، سيكون إزالة الأنقاض والوصول إلى هذه الجثث أمرًا صعبًا للغاية، فحوالي 70% من شبكة الطرق في غزة لم تعد صالحة.


فيما تقول ناتاشا هول الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الغبار السام والحطام الناجم عن القصف الإسرائيلي على مر السنين تسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد، ومن المرجح أن يتسبب تلوث العديد من المنتجات الغذائية وغيرها، مع حالة الشح المائي في غزة إلى مشكلات صحية أكثر خطورة.

لفت جودمان إلى أن وسائل الإعلام الرئيسة والشهيرة كانت بطيئة للغاية في الاعتراف بالتعاون الإسرائيلي - المصري الذي أدى إلى تحويل غزة إلى سجن كبير، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات العام 2005، إذ فازت حماس حينها بــ 75 مقعدًا من أصل 118 مقعدًا، في الانتخابات البرلمانية تلك، تاركة لحركة فتح 39 مقعدًا.


ومنذ ذلك الوقت عاش أكثر من مليوني فلسطيني في هذا الإغلاق طوال 17 عامًا، منذ العام 2007، عندما حسمت حركة حماس الأمر بالقوة لصالحها، فمنعت إسرائيل الفلسطينيين من المغادرة عبر معبر إيريز، نحو إسرائيل ومن ثم الضفة الغربية، والذي يمنحهم السفر إلى الخارج عبر الأردن، حظرت إسرائيل بناء مطار أو ميناء بحري في غزة، وقيدت إسرائيل بشدة دخول وخروج البضائع، ونتيجة لهذا فإن إعادة بناء غزة سوف تستغرق عقودًا.

كما جعت إسرائيل من المستحي على الفلسطينيين من غزة الانتقال إلى الضفة الغربية، وبسبب القيود الإسرائيلية أصبح آلاف من سكان غزة الذين وصلوا بتصاريح مؤقتة ويعيشون الآن في الضفة الغربية غير قادرين على الحصول على الإقامة القانونية، بدافع التحكم في التركيبة السكانية الفلسطينية في الضفة التي تسعى إسرائيل للاستيلاء عليها.


أشار جودمان إلى بعض الانتهاكات التي تعرّض لها فلسطينيون سواء على معبر رفح في طريقهم إلى مصر، أو على أي من المعابر الإسرائيلية.

كما أشار إلى تحمل الفلسطينيين ظروفًا قهرية لمدة 17 عامًا، حيث تفرض إسرائيل قيودًا على استخدام غزة للكهرباء، وتُجبر سكانها على التخلص من مياه الصرف الصحي في البحر، وتحمل نقص مياه الشرب، ونقص الوقود، ونقص البضائع.

وأكد في النهاية أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية، تضمن استمرار اليأس بين أولئك الذين أُجبروا على العيش في هذه الظروف، وهذا اليأس من شأنه أن يدفع أي إنسان إلى الاعتقاد بأن المقاومة هي الملاذ الوحيد، لافتًا إلى وجود تشابه كبير بين ما يحدث في غزة، وما حدث بالفعل لليهود في جيتو وارسو العام 1943، مؤكدًا أن الظروف الوحشية التي فرضتها إسرائيل ومصر على مواطني غزة، هذا مع إغفاله العوامل الأخرى، مثل توسيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، ومخطط البقرة الحمراء لهدمه، ومسارات التطبيع المفتوحة مع الدول العربية، وغيرها من من عوامل تؤكد حتمية طوفان الأقصى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر في صحيفة الكرامة بتاريخ: الخميس 31 أكتوبر 2024






author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات