القائمة الرئيسية

الصفحات

سيف العم سام وذهبه.. مليارات الدولارات لصد المقاومة الفلسطينية

 


عبدالعظيم الأنصاري

سيف العم سام وذهبه.. أطلق المصريون العبارة على المعز لدين الله الفاطمي، الذي حكم البلاد والعباد بسيفه وذهبه، وفرض على الناس مذهبه ونسبه، ثم طواه كفنه، ومر ألف عام وعام بعده، تليق العبارة، بما يفعله العم السام، من إنفاق وإجرام، في آن معًا في محاولة ضمن محاولاته البائسة لاستمرار إمبراطوريته بعد 250 عامًا من وجودها، والتي بدت منشطرة أمام مقاومة طائر الفينيق الغزاوي.

وافق مجلس النواب الأمريكي على مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار لدعم الكيان الصهيوني، وأوكرانيا، واليابان وحلفاء آخرين، أغلبها يذهب لكل من الكيان، لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وأوكرانيا، لمواجهة روسيا، واليابان لمواجهة الصين، إضافة إلى إقراره إجراءات لتضييق الخناق على منصة تيك توك، كجزء من مواجهة الاختراق الصيني، لتُرسل حزمة القوانين إلى مجلس الشيوخ الذي يوافق عليها الثلاثاء، مع وعد من الرئيس جو بايدن بالتوقيع عليها فورًا.

كان المشهد في الكونغرس بمثابة عرض مذهل للتحرك بعد أشهر من الخلل الوظيفي والجمود المتأثر بانقسام الجمهوريين - أصحاب الأغلبية الحالية بالمجلس - تجاه المساعدات الخارجية خاصة لأوكرانيا. حث بايدن على سرعة إقرار الحزمة التشريعية لتلبية الاحتياجات الملحة لحلفائه في ساحات المعارك في أوكرانيا وغزة، في إيضاح تام لكذب التصريحات الأمريكية بشأن رغبة واشنطن في وقف إطلاق النار في فلسطين. كافح رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، بين زملائه الجمهوريين بالمجلس لعدة أشهر، والذين طالبوا بربط أي مساعدات لأوكرانيا بتغييرات سياسية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كما جادلوا تحت شعار "أمريكا أولًا"، بوجوب التركيز على الجبهة الداخلية، ومعالجة أمن الحدود، وعبء الديون المتزايد، محذرين من إنفاق المزيد من الأموال التي تتدفق إلى حد كبير إلى شركات تصنيع الدفاع الأمريكية لإنتاج أسلحة تُستخدم في الخارج. وفي الوقت الذي وصف فيه بعض الديمقراطيين التصويت باللحظة التاريخية، وصفه بعض الجمهوريين بأنه حزمة الحروب الخارجية تحت راية "أمريكا الأخيرة". وكان الوصول إلى نهاية اللعبة بمثابة دَفعة مؤلمة لجونسون الذي هدده بعض زملائه الجمهوريون بأنه سيدفع منصبه ثمنًا لهذه الجلسة، لكنه وآخرين اعتبروا التصويت تضحية ملحة في الوقت الذي يتعرض فيه حلفاء واشنطن للحرب والتهديد في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، والمحيطين الهندي والهادئ، ما يُنظر إليه على أنه انحسار للمد الأمريكي الذي هيمن على العالم منفردًا لنحو 3 عقود. الحقيقة وراء تعجيل الدعم الأمريكي وحجمه، واتحاد قادة الديمقراطيين والجمهوريين في ظل انقسامهم الحاد، تكمن في الشعور بالخطر من انزلاق الإمبراطورية الأمريكية عن عرشها العالمي. قال النائب مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: "إن عيون العالم علينا، وسيحكم التاريخ على ما نفعله هنا والآن"، مشجعًا النوّاب على التصويت سريعًا لصالح دعم "الحلفاء". نعم يراكم العالم وسيحكم عليكم التاريخ، بأنكم بعد 7 شهور من الإبادة الجماعية لغزة، مصممون على أن يُتم نتنياهو جريمته للنهاية، سيحكم عليكم بأنكم تُعرضون أمن العالم للخطر من أجل استنزاف روسيا، سيحكم عليكم بأنكم مجرمون محترفون، أنفقوا أموالكم فستُنفقونها ثم تكون عليكم حسرة ثم تُغلبون، وإلى جهنم تُحشرون.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر في صحيفة الكرامة الخميس 25 أبريل 2024






author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات