القائمة الرئيسية

الصفحات

يأتون من 60 دولة.. كيف يقاتل المرتزقة إلى جانب الإسرائيليين في غزة ؟

 


عبدالعظيم الأنصاري

منذ الأيام الأولى للعملية العسكرية الإسرائيلية البرية في قطاع غزة، وهناك تفاوت كبير في أرقام الجنود القتلى من الجيش الإسرائيلي، بين ما تُعلنه المقاومة الفلسطينية، وما تُعلنه السلطات الإسرائيلية، يكمن السر وراء هذا التفاوت الكبير، في "المرتزقة"، الذين تُحاط بياناتهم وأعداد القتلى من بينهم بقدر من السرّية.

يتدفق على الكيان الصهيوني منذ الأيام الأولى للحرب أعداد كبيرة غير مُعلن عنها من المرتزقة، الذين يأتون من أكثر من 60 دولة حول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وإسبانيا، وبريطانيا، وهولندا، والهند، بهدف الانخراط في عملية الإبادة الجماعية للفلسطينيين.

بموجب قانون "العودة الإسرائيلي" يُمكن لأي فرد لديه جد أو زوج يهودي واحد على الأقل الحصول على الجنسية الإسرائيلية، وهكذا يُمكن لأعداد كبيرة من المولودين في الخارج الخدمة في الجيش الصهيوني مع الاحتفاظ بجنسية مكان ميلادهم، غالبًا ما يُهاجرون إلى الأراضي المحتلة ثم يخدمون في الجيش.

وبحسب تقرير تقرير لمنصة منت برس نيوز الأمريكية، فإن 35% من هؤلاء المرتزقة، الذين ينخرطون في برنامج "الجنود الوحيدون" في الجيش الإسرائيلي، يأتون من الولايات المتحدة، وهم جنود محترفون.

ولتوسيع قاعدة التجنيد يقبل الجيش الإسرائيلي انضمام أبناء أحفاد اليهود، رغم أنهم غير مؤهلين إلى أن يُصبحوا "مواطنين إسرائيليين" بموجب "قانون العودة الإسرائيلي"، فإنهم يستطيعون الخدمة في الجيش الصهيوني، مقابل رواتب مجزية.

ثمة طريق آخر يتمثل في التطوّع في برنامج "محل الإسرائيلي"، الذي يسمح للشباب اليهود من بلدان أخرى، بالانضمام إلى الجيش دون أن يصبحوا مواطنين.

يوضح التقرير المذكور على لسان المحلل الليبي مصطفى الفيتوري، أن "معظم المرتزقة الذين يقاتلون من أجل إسرائيل يتم الترحيب بهم الآن على أساس انتماءاتهم الدينية وجنسيتهم المزدوجة، ما يجعل مساءلتهم معقدة للغاية"، فرغم تجريم العديد من الدول للجرائم التي يرتكبها هؤلاء في غزة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية لكن تصعب مساءلتهم قانونيًا إذا ما وضع ازدواج الجنسية في الاعتبار.

يُمكننا أن نذكر بعض البيانات التي تسربت من جهات أخرى خارج الأراضي المحتلة، من بينها إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن مقتل 21 مواطنًا أمريكيًا في قتال غزة، وذكر وسائل إعلام كندية أن مواطنيها يتطوعون في الجيش الإسرائيلي، وما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية من أن مواطنين بريطانيين قتلوا في غزة دون تحديد أعدادهم، وما ذكرته قناة الجزيرة عن مقتل 7 مرتزقة أوكرانيين قرب مدينة غزة، ما نفته وزارة الخارجية الأوكرانية تمامًا.

في الوقت الذي تحدث فيه الصحافي الأسترالي سي جيه ويرلمان، عن مشاركة أعداد كبيرة من الهنود يُقاتلون بالفعل في غزة، بينما فضلت وزارة الخارجية الهندية عدم الرد على استفسارات منصة منت برس نيوز حول الأمر.

كما توجد العديد من الشركات الأمريكية وغيرها، التي كشفت عنها بعض منصات التحقيقات مفتوحة المصدر، والتي تعمل في مجال تأمين المزيد من المرتزقة للجيش الصهيوني من كافة الجنسيات حول العالم لقتال الفلسطينيين في غزة، من بينها مجموعة فوروورد أوبسيرفيشن، وشركة جلوبال جروب لمؤسسها يسرائيل زيف، وغيرها، ما يُفسر جانبًا من الفجوة في أرقام قتلى الجيش الإسرائيلي بين بيانات المقاومة، وبيانات الاحتلال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر في صحيفة الكرامة بتاريخ 18 أبريل 2024








author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات