القائمة الرئيسية

الصفحات

 


عبدالعظيم الأنصاري

يضطر المسؤولون الأمريكيون إلى العمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولتهم لاحتواء الحرب المستعرة بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في الوقت الذي يسعى "نتنياهو" بكل ما أوتي من قوة إلى استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة من أجل البقاء في منصبه وتجنب السجن بتهم الفساد، وهما رغبتان مرتبطتان جعلتاه منذ فترة طويلة عرضة لمطالب أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم، والآن فإن حكم المحكمة العليا الإسرائيلية ضد جهوده لإدخال إصلاحات على صلاحيات السلطة القضائية، الحكم المدعوم من قوى اليسار الإسرائيلي قد يجعله أكثر عرضة للخطر.


في تقرير لها، سلّطت مجلة بوليتيكو الأمريكية المزيد من الضوء على أزمة "نتنياهو"،

الذي يُعاني من أكثر من جانب فأولًا يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي من ضغوط اليسار

الإسرائيلي، الذي يحاول انتهاز أي فرصة للانقضاض على السلطة، ومحاكمة "نتنياهو"

بتهم فساد سابقة، هذا اليسار المدعوم من بعض قيادات الجيش الإسرائيلي، والمدعوم كذلك

من الولايات المتحدة الأمريكية، بل والمدعوم حتى من قبل حركة حماس نفسها التي تعتبر

إسقاط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة أحد أهدافها من عملية طوفان الأقصى، بسبب

مواقف تلك الحكومة المتطرفة ومخططاتها إزاء المسجد الأقصى، ومدينة القدس،

وتوسع الاستيطان وغيرها من ملفات.

ثانيًا، يُعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي الملقب بــ"بيبي" من ضغوط حكومة اليمينية

نفسها، ولاسيما بعض الشخصيات الأكثر تطرفًا فيها، ولاسيما الوزيرين بتسلئيل سموتريش،

وإيتمار بن غفير، وغيرهما، ممن لديهم أطروحات حول إبادة الفلسطينيين، ومقاومة أي

مقترحات أمريكية للتهدئة، وهؤلاء يُهددون "بيبي" بالانسحاب من الحكومة، وفي هذه

الحالة سينهار التشكيل الحكومي، وتُعاد الانتخابات البرلمانية من جديد والتي سيفوز

فيها غالبًا بعد الحرب اليسار.


وقد جعل ذلك "نتنياهو" مترددًا في الأخذ بالنصيحة الأمريكية بشأن الحرب، ويشير

إلى أن التوترات الأمريكية - الإسرائيلية سوف تتزايد مع استمرار نزيف الحرب

على الطرفين.


وذكر تقرير "بوليتيكو" إنه قد يكون من الصعب حشد الكثير من التعاطف مع "بيبي"،

ففي سبيل رغبته في البقاء في السلطة، قدّم الكثير من التنازلات للأحزاب الأكثر تطرفًا

في إسرائيل، لدرجة أنه قيد نفسه حتى قبل الحرب، والآن، فإن محاولة إرضاء الوزراء

المتطرفين في حكومته تضعف قدرته على اتخاذ قرارات صعبة، في لحظة تُعد

هي الأخطر على إسرائيل في تاريخها.


في الواقع يبدو أن "بيبي" يمر بأصعب أوقاته منذ أن دخل المعترك السياسي الإسرائيلي

في نهاية سبعينيات القرن الماضي، قبل سقوطه المدوي، والأخير.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نُشر في صحيفة الكرامة بتاريخ 11 يناير 2024








author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات