عبدالعظيم الأنصاري
مثّلت مدينتي الموصل والفلوجة، محطتين من أبرز محطات المقاومة العراقية الباسلة في مواجهة الاحتلال الغربي للعراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تصاعدت المقاومة واشتدت على القوات الغازية بين عامي 2004 و2006، وأحدثت زخمًا كبيرًا وجلبة في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ كبدت القوات الأمريكية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، للدرجة التي وقفت أمامها واشنطن شبه عاجزة عن إيجاد حل ناجز من أجل القضاء على رجال المقاومة البواسل.
كعادتها.. لم تتردد الحضارة الغربية العريقة في التضحية بما تروّج له من "قيم إنسانية"، كقربان للحفاظ على "البرستيج" الأمريكي، فاستخدمت أبشع الأسلحة فتكًا وأكثرها تدميرًا، ومن بينها أسلحة تُعد محرمة دوليًا، وأخرى لا تُقارن إلا بأسلحة الدمار الشامل، مثل اليورانيوم المشع صاحب التأثير التدميري الشامل، والقنابل العنقودية التي تفتقر للتوجيه الدقيق وتُحدث دمارًا هائلًا على رقعة جغرافية كبيرة ويمتد لفترة طويلة من الزمن إذ تبقى الكثير من دون أن تنفجر وتستقر في الأرض كألغام تنفجر على مدار سنوات لاحقة، إضافة إلى قذائف الأبخرة الحارقة التي تُفجر الوقود المتبخر في الهواء ما يُحدث كرة نارية وموجة انفجار سريعة الاتساع يفوق انفجارها المتفجرات التقليدية بمرات كثيرة، وتشبه آثارها التدميرية تلك التي تُحدثها القنابل النووية الصغيرة بدون إشعاع.
فيما يلي جانب من أحداث المعارك التي دارت بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية في كل من الموصل والفلوجة العام 2004.
المقاومة تسيطر على الموصل .. و الفلوجة مأساة انسانية يحظر توثيقها بالصور

عبدالعظيم الأنصاري / مصر العربية | | |
 | |
Saturday 13 November 2004 الساعة 11 PM |
خاضت المقاومة العراقية في الموصل معارك شرسة مع قوات الإحتلال، اضطرت القوات الأمريكية وقوات الحكومة العميلة الانسحاب على إثرها من خمسة جسور، وأشارت وكالة "رويتر" -للأنباء- أن قوات المقاومة في الموصل تجوب الشوارع وهو ما يؤكد أنباء تواترت من عدة جهات تفيد تمكن المقاومة العراقية في الموصل من إجبار قوات الإحتلال على الانسحاب منها، ويؤكد عدد من المقاتلين أنهم أرغموا الجيش الأمريكي على الانسحاب من الجسور بعد استهدافه بسيل من قذائف الهاون.
وقام المقاومون بوضع عبوات ناسفة في الشارع المؤدي إلى مقر المحافظة ومديرية الشرطة، وتمركزت مجموعة منهم أمام مبنى المصرف المركزي غرب المدينة، في حين يتولى آخرون حماية مقرات الكليات الجامعية والبنوك في الأحياء الشمالية والشرقية.
وأكد شهود أن المقاتلين المسيطرين على الموصل الآن أغلبهم من العرب والتركمان الذي وصل عدد كبير منهم في شحنات صغيرة وسيارات عادية إلى الموصل ليلة الجمعة لتعزيز مقاومين آخرين داخل المدينة، مما يوضح مدى الدقة في تخطيط المقاومين واتصالهم ببعضهم عبر الأراضي العراقية.

ومن ناحية أخرى تعيش الفلوجة أوضاعاً تنذر بكارثة إنسانية كبرى، ووسط النداءات والاستغاثات التي يصرخ بها سكان الفلوجة الأبرياء لا تأبه قوات الإحتلال الأمريكي بذلك كله وتستمر في قصفها العشوائي الذي لا يفرق بين نساء وأطفال.
وفي نداء جديد وجهته هيئة علماء المسلمين إلى كافة المنظمات الخيرية والإنسانية المتواجدة داخل العراق وخارجه بالتدخل لإغاثة الفلوجة المنكوبة التي ترزح تحت وابل من القنابل والصواريخ من البر والجو ومن كافة الاتجاهات، قالت هيئة العلماء المسلمين "إن جميع المنافذ أغلقت ومنع ماء الشرب عن المدينة على الرغم من وجود مئات العوائل المحاصرة داخل منازلها ولا يدخل عليهم سوى الرصاص!! وهناك الكثير من الجرحى الذين يموتون بسبب عدم وجود من يعالجهم أو يمد لهم يد المساعدة.

وفي بيان سابق قالت هيئة العلماء المسلمين "إن القوات الأمريكية بمساعدة كبيرة من قوات ما يسمى بالحرس الوطني بمحاصرة مدينتي الحصوة والإسكندرية جنوبي بغداد، وداهمت عدداً من المساجد فيها واعتقلت عدداً من أئمتها وخطبائها ومنهم الشيخ "يحيى صالح الطائي" رئيس فرع الهيئة في الفرات الأوسط وإمام وخطيب جامع المصطفى في الإسكندرية، والشيخ "إبراهيم محمد الجميلي" خطيب أحد المساجد هناك. وقال البيان "إن أفراد الحرس الوطني قاموا بتهديد عائلة الشيخ "الطربولي" بالقتل إن هم أصدروا أي نداء للاستغاثة !!!
فيما عانت قوات الإحتلال من المقاومة الشرسة التي أبداها مقاتلي الفلوجة، حيث قُصفت القاعدة الأمريكية بصواريخ المقاومة بعدما أعلن وزير الدولة لشؤون الأمن القومي في الحكومة العراقية العميلة "قاسم داوود" أن العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على الفلوجة قد انتهت، فيما أصيبت 4 مروحيات أمريكية اليوم فقط بأضرار فادحة بعد أن أطلق عليها المقاومون نيرانهم.
بينما اعتادت مستشفى "لاندستول" أكبر مستشفى عسكري أمريكي خارج الولايات المتحدة على توريد المصابين الأمريكيين لها كل يوم جراء مقاومة الفلوجة الشرسة، فقد قالت المتحدثة باسم "لاندستول" "ماري شو" "وصل الأربعاء 68 جريحاً والخميس 102 والجمعة 34 أي ما مجموعة 204 معظمهم جاءوا من الفلوجة" متوقعة وصول طائرة أخرى تقل جرحى اليوم، وتوعدت جماعات إسلامية عديدة بنقل المعركة الدائرة في الفلوجة إلى كل ركن في العراق، ذلك بعد أن أعلنت جمعية "أنصار السنة" تحالفها مع جماعة "أبي مصعب الزرقاوي" وتحالفهما مع عدة جماعات أخرى.
وقد أظهر شريط فيديو مسلحاً ملثماً يتلو بياناً من عدة جماعات حذرت فيه من أنها ستستهدف العاملين لدى الحكومة من مدنيين وعسكريين ما لم يكفوا عن العمل فوراً ودعت إلى مقاطعة مدنية شاملة، واستثنت الجماعات من ذلك العاملين بالخدمات الضرورية، وتضمن البيان أسماء 11 جماعة متحالفة تستهدف قوات الإحتلال.
_________________________________________________________________________
نُشر في جريدة مصر العربية الإلكترونية Saturday 13 November 2004 الساعة 11 PM
|
|
|

| |
تعليقات
إرسال تعليق