القائمة الرئيسية

الصفحات

 


عبدالعظيم الأنصاري


هل يُمكن للرئيس الأمريكي القبول بتهجير الإسرائيليين إلى ولاية كاليفورنيا؟ وماذا سيكون رده إذا علم أن مكاسبه من مشروع ريفييرا كاليفورنيا الإسرائيلية ستكون أكبر بكثير من أوهام ريفييرا غزة؟


بعد توعّد دونالد ترامب، بفتح أبواب الجحيم على الشرق الأوسط، حال عدم استجابة حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فُتحت أبواب الجحيم على إحدى أكبر وأغنى الولايات الأمريكية.

جحيم كاليفورنيا

تعرضت ولاية كاليفورنيا لسلسلة من حرائق الغابات التهمت أكثر من 10 آلاف مبنى، ونحو 3 آلاف هكتار وحوّلت أحياءً كاملة إلى رماد، وفر عشرات الآلاف من السكان هاربين من الجحيم الذي فُتح عليهم من حيث لا يحتسبون.

طلب حاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم من الكونغرس الأمريكي تخصيص 40 مليار دولار لمواجهة آثار الحرائق، بما في ذلك 16.8 مليار دولار لتغطية تكاليف التعامل مع الحرائق، إزالة الحطام، وإصلاح البنية التحتية.

بدأ النازحون في العودة إلى مناطقهم المتضررة بحلول 8 فبراير، بعد أسابيع من أوامر الإخلاء، فيما تواصل فرق الإطفاء والجهات المعنية العمل على احتواء الحرائق المتبقية بينما بدأت عمليات إزالة الحطام وإعادة الإعمار.


ريفييرا كاليفورنيا الإسرائيلية

بعيدًا عن أحلام المعتوه بتهجير مواطني غزة، إلى مصر والأردن، التي طرحها بطريقة طفولية ساذجة، فإن أمثل رد على خطته بشأن امتلاك قطاع غزة، وتطويره إلى ريفييرا الشرق الأوسط على حد تعبيره، وتهجير سكانه، وإدارته وتنميته على الطريقة الأمريكية، يتمثل في إعداد خطة متكاملة لتهجير قطعان المستعمرين الإسرائيليين من فلسطين المحتلة، إلى ريفييرا أخرى في كاليفورنيا، ويُمكن لترامب استيعاب الأمر بعد أن يعلم أن الخطة لن تُكلف الحكومة الأمريكية شيئًا بل إنها ستوفر عليها الكثير من الأموال، فوفقًا للخطة التي أعدتُها سيتكفل الإسرائيليون بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرائق في كاليفورنيا، كنوع من تعويض الحكومة الأمريكية عن أموال المساعدات التي تدفقت عليهم لثمانية عقود، وبناء عليه تمنحهم الحكومة الأمريكية مساحة تُقارب مساحة فلسطين المحتلة داخل ولاية كاليفورنيا، على أن تكون إسرائيل ولاية أمريكية جديدة مثلها مثل بقية الولايات الأمريكية.

تبلغ مساحة ولاية كاليفورنيا 423,970 كم2، انحصرت مناطق الحرائق في مساحة 4 آلاف كم2 تقريبًا، فيما تُقدّر المساحة المأهولة بالسكان داخل الولاية بحوالي 80 ألف كم2، بناء على التقديرات السابقة وبالاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي فإن المساحة غير المأهولة في كاليفورنيا على أقل تقدير هي 343.970 كم2، تشمل غابات وصحاري وجبال وسواحل ساحرة على المحيط الهادئ، فيما يُقدر إجمالي مساحة فلسطين (بما في ذلك مساحة الكيان الإسرائيلي والضفة الغربية وقطاع غزة) 26.990 كم2، أي أن كامل مساحة فلسطين قبل العام 1948، شاملة كامل مساحة الكيان الصهيوني تُشكل حوالي 6.37% من إجمالي مساحة الولاية.


وبمساعدة الدول العربية الشقيقة التي ستتكفل إن عاجلًا أم آجلًا بميزانية إعادة إعمار قطاع غزة، يُمكن نقل الاقتصاد الإسرائيلي بأكمله إلى سواحل كاليفورنيا، التي ستتحول إلى ريفييرا كاليفورنيا الإسرائيلية - الأمريكية.

أرباح ضخمة

على المدى القصير سيكون نقل الكيان الصهيوني إلى الأرض الجديدة مكلفًا، لكن مع تحمّل الدول العربية الغنية، والاقتصاد الإسرائيلي نفسه تلك التكلفة، سيكون الأمر بالنسبة للسيد ترامب مفيدًا للغاية وسيدر عليه أرباحًا ضخمة، تضيف إلى الاقتصاد الأمريكي مئات المليارات من الدولارات، وتوفر على الجيش الأمريكي أعباء الأمن ومخاطر الحروب في الشرق الأوسط بعد أن تتغير دفة الأمور في العالم العربي لصالح الشعوب التي لن تُمانع في إقامة تحالف عربي - أمريكي يراعي المصالح المشتركة فلا ضرر ولا ضرار.


كما ستتكفل شركة العال الإسرائيلية للطيران، بنقل قطعان الإرهابيين من فلسطين إلى كاليفورنيا، قبل أن تنتقل لتكون إما شركة طيران داخلية تقدم خدماتها داخل الولايات المتحدة، أو أن تكون شركة طيران أمريكية جديدة، أو تنضم بأسطولها إلى شركة أمريكان إيرلاينز.


الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل العام 2024 وصل إلى 520 مليار دولار تقريبًا، ما يزيد الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 1.93%، مع نسبة نمو متوقعة تقارب 2% بشكل فوري.


كما ستعزز ولاية إسرائيل الأمريكية، قطاع التكنولوجيا والدفاع الأمريكي بما يُقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويًا، وانضمام الشركات الإسرائيلية إلى وادي السيليكون في كاليفورنيا قد يُعزز من الابتكار ويوفر فرص عمل إضافية.


سيوفر ذلك المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل والمقدرة بحوالي 3.8 مليار دولار سنويًا، وقد تتحول هذه المساعدات إلى شكل آخر من أشكال الإنفاق الفيدرالي، ولكن قد يُعوض عنها بدمج التكنولوجيا الدفاعية الإسرائيلية في الصناعات العسكرية الأمريكية.


يُمكن لولاية إسرائيل الجديدة أن تُحافظ على نفس حجم الصادرات السابق لها في الشرق الأوسط والمقدّر بنحو 70 مليار دولار سنويًا، ما يُسهم في تحسين الميزان التجاري الأمريكي بصفة عامة.

كما أن انضمام حوالي 9.5 مليون نسمة، وهو العدد الرسمي لسكان إسرائيل، إلى ولاية كاليفورنيا قد يعزز القوى العاملة في الولاية التي ستكون جارة محاذية لولاية إسرائيل على ساحل المحيط الهادئ، خاصة في القطاعات التقنية والصحية والتعليمية.


لاشك أيضًا أن قطاع العقارات والبنية التحتية سيشهد انتعاشًا كبيرًا في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كما سيوفر مئات الآلاف من فرص العمل، حيث سيتطلب بناء ولاية إسرائيل الجديدة ملايين الوحدات السكنية الجديدة.

أرجو أن يصل الاقتراح إلى الرئيس الأمريكي، مضارب العقارات، ورجل الصفقات، فإنه بالتأكيد سيجد في صفقة ريفييرا كاليفورنيا مكاسب أكثر بكثير من أوهام ريفييرا غزة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر في صحيفة الكرامة الخميس 27 فبراير 2023






author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات