القائمة الرئيسية

الصفحات

التحالف الإيراني - الصيني.. من أين؟ وإلى أين؟


عبدالعظيم الأنصاري

إن التحالف الإيراني - الصيني، تحالف قديم، وراسخ، ينطلق من فكرة مواجهة العدو المشترك، الذي يتمثل هنا في الولايات المتحدة الأمريكية، بغض النظر عن تفاصيل كثيرة ينغمس فيها كل طرف، ويبحث عن مصالحه على طريقته الخاصة.

كنت في بداية عملي متابعًا بشكل يومي لمستجدات الشأن الإيراني، إذ كانت مفاوضات الملف النووي تجري على أشدها بين شد وجذب العام 2004.

ترى إيران في الصين حليفًا استراتيجيًا قويًا يحمي ظهرها في مواجهة التهديدات الأمريكية - الغربية المتواصلة، بينما ترى الصين في إيران حليفًا تستطيع الاستفادة منه والوصول إلى مياه الخليج العربي، كجزء من مساعي التنين لتغيير موازين القوى العالمية لصالحه.

 إيران والصين.. تحالف القوى الصاعدة



عبد العظيم الأنصاري / مصر العربية
 Sunday 7 November 2004 الساعة 3 AM

مساندة لإيران التي تواجه ضغوطاً غربية مكثفة وفي تحرك يوحي بتكوين تحالف للقوى الصاعدة لمواجهة ضغوط الغرب، أكد وزير الخارجية الصيني "كي تشاو شينغ" في زيارته لطهران "معارضة بكين التامة للمساعي الأمريكية بإحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي".

ويشار إلى الصين بأنها القوة الصاعدة حيث ينظر الكثير من المحللين إلى الصين باعتبارها القوى العظمى القادمة بعد الولايات المتحدة، ويرى بعضهم أن أمام الصين بعض العوائق التي يمكن بعد أن تجتازها أن تصبح قطباً دولياً يناطح الولايات المتحدة الأمريكية.


كما يرى محللون أن إيران تمثل قوة إقليمية عظمى أو في طريها إلى ذلك، خصوصاً بعد إنجازها صاروخ شهاب 3 والذي يصل مداه إلى أي موقع داخل إسرائيل بل ويهدد جميع القواعد العسكرية الأمريكية في آسيا الوسطى وتركيا وأفغانستان والعراق والبحر العربي والخليج العربي.

ويتوقع البعض أنه إذا استطاعت إيران الخروج من أزمتها النووية بسلام وبالاحتفاظ بإمكانية تخصيب اليورانيوم فإنها تصبح بالفعل قوة عظمى إقليمية مما يقلق أميركا والغرب الأوروبي، والذي يخشى استخدام إيران للطاقة النووية في إنتاج أسلحة نووية كما يخشى من تطوير شهاب 3 وتصنيع شهاب 4 والذي من المتوقع أن يصل مداه إلى شرق أوروبا وإيطاليا، رغم أن إيران نفت محاولة إنتاج شهاب 4 وتقول أنها تكتفي بتطوير كفاءة شهاب 3 لضمان أمنها الذي تهدده إسرائيل من حين لآخر.


ويحاول الإتحاد الأوروبي أن يقنع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم في ذلك الإغراءات تارة والتهديدات بدعم المقترح الأمريكي بإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن تارة أخرى.

ورغم محاولة إيران الوصول إلى حل وسط يحفظ حقها ويطمئن الأوروبيين بسلامة نيتهما وهي إنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني أن الجانبين الإيراني والأوروبي كل متمسك بمواقفه في نقاط الخلاف الرئيسية في مفاوضات باريس وقال روحاني "إن طهران ترفض أي شروط وتتمسك بحقها في تحديد مدة تعليق تخصيب اليورانيوم".


وقد عرضت طهران إمكانية تعليق عملية التخصيب لفترة أقصاها ستة أشهر ريثما يتم التوصل إلى اتفاق على المدى البعيد مع الأوروبيين حول ما يقترحونه عليهم كبديل ولكن من الواضح أن الأوروبيين يسعون إلى وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى الأبد ويريدون رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات اقتصادية على طهران.

ومن جانبه أشاد وزير الخارجية الصيني "كي تشاو شينغ" بالتعاون الإيراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووصفه بأنه إيجابي وأوضح أنه أبلغ نظيره الأمريكي "كولن باول" والبريطاني "جاك سترو" أن الصين تؤيد السعي إلى حل في إطار الوكالة.


وأعلن "كمال خرازي" وزير الخارجية الإيراني من جهته أن المفاوضات التي بدأت الجمعة الماضية في باريس مع الأوروبيين "معقدة وصعبة جداً"، وجدد خرازي استعداد بلاده لتقديم الضمانات الكافية للمجتمع الدولي بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي وشدد على رفض بلاده حرمانها من امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

فهل يطفو على السطح التحالف الحضاري بين الحضارة الصينية والحضارة الإسلامية في وجه الحضارة الغربي والذي تنبأ به "صموئيل هنتنجتون" مؤلف "صراع الحضارات" في صورة تحالف القوى الصاعدة في المجتمع الدولي؟.

________________________________

نُشر في جريدة مصر العربية الإلكترونية التابعة لمؤسسة الأسبوع بتاريخ 
 Sunday 7 November 2004 الساعة 3 AM






author-img
لكل منا طيفه الذي ما إن يبدأ أولى خطواته في الحياة ويمر بتجاربه الخاصة يتحوّل إلى أطياف متعددة نابعة من ذلك الطيف الأول، هنا أشارككم أطيافي وأحلامي وعوالمي.

تعليقات