حرب البالونات الطائرة
الكائنات الفضائية تفضح عورة واشنطن أمام بكين !
كأفلام هوليوود تطير أجسام غريبة في سماء أمريكا الشمالية، ويخرج قادة عسكريون وغير عسكريين أمريكيين يُفسرون الأمر على أنه احتمال لمقدمة غزو فضائي، من قبل كائنات أكثر تقدمًا من البشر.
أسقطت القوات الأمريكية عددًا من الأجسام المجهولة كانت تحوم في سماء القارة، بينها جسم كان يحلق على ارتفاع 6 آلاف و100 متر لم يُعلَن عن ماهيته بشكل صريح، وواضح، وقال جنرال أمريكي إنه لا يستبعد أن تكون هذه الأجسام آتية من خارج كوكب الأرض، وقبله أسقطت القوات الأمريكية جسمًا ثماني الأضلاع فوق بحيرة "هورون" على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، وكان هذا ثالث جسم طائر مجهول الهوية تُسقطه الطائرات الحربية الأمريكية في أعقاب إسقاط منطاد التجسس الصيني بداية فبراير الجاري، والذي وضع الدفاعات الجوية لأمريكا الشمالية في حالة تأهب قصوى.
لكن ما هي علاقة المنطاد الصيني، وحكومة الحزب الشيوعي في بكين، بالكائنات الفضائية ؟ وهل تحالف الرئيس شي جين بينغ مع الكائنات الفضائية لغزو الولايات المتحدة الأمريكية ؟
عادة ما تكذب الأمم وقت الهزائم، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هذا الكذب يكون مكشوفًا أمام العدو، ما يمثل خطرًا مزدوجًا على الأمن القومي للشعوب التي يكذب مسؤولوها.
هذا تحديدًا ما تحدّث عنه الكاتب الأمريكي سكوت مكاي في مقال له بدورية "ذا أمريكان سبيكتاتور" منتقدًا الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومسؤوليه الذين كذبوا بطريقة مفضوحة ليس فقط أمام شعبهم وإنما أمام عدوهم الصيني، الذي يعرف الحقيقة، والذي أرسل منطادًا للتجسس اجتاز عرض أمريكا الشمالية من ألاسكا مرورًا بكارولينا والتقط صورًا فوق أطنان من المنشآت العسكرية الحساسة قبل أن يُتخد القرار أخيرًا بإسقاطه فوق المحيط الأطلسي.
يقول "مكاي" إن إدارة بايدن أطلقت سحابة كاملة من البالونات من نوع مختلف قبل إسقاط البالون الصيني، فالبالون الذي أمر الرئيس بإسقاطه يوم الأربعاء 1 فبراير الجاري، ليتم إسقاطه السبت 4 فبراير،مع التذرع بعدم الرغبة في إسقاطه فوق مناطق مأهولة بالسكان، في حين أنه مر فوق العديد من المناطق المفتوحة وغير المأهولة بالسكان، وكان يُمكن إسقاطه قبل أن يغطي البلاد بأكملها.
وكجزء من المعركة الداخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين، صرّح مصدر حكومي أنها ليست المرة الأولى التي تخترق هذه المناطيد المجال الجوي الأمريكي، وأن 3 منها على الأقل فعلت ذلك أثناء إدارة ترامب، وأن جزر هاواي كانت عرضة للكثير من هذه الاختراقات منذ سنوات مضت.
وعندما سُئلت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أجابت "كل شيء على ما يُرام"، في كذب بواح، وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن تلك الأجسام الطائرة كانت تخترق المجال الأمريكي في عهد ترامب لكن إدارة بايدن نجحت في اكتشافها، ويسخر "مكاي" من الادعاء المفضوح في مقاله، ويؤكد أن تصريحات البيت الأبيض تبدو كأنها تصريحات صينية، وكل من قادة الحزب الشيوعي الصيني، وإدارة بايدن، يودون أن يُصدق الجميع هذا الكلام الفارغ.
ترى الصين في تلك المناطيد وسيلة رخيصة التكلفة لكشف حقيقة القوة العسكرية الأمريكية ورسم خرائط الدفاعات الجوية الأمريكية بعد عام من الدعم المباشر لأوكرانيا بالسلاح والعتاد في حربها أمام روسيا، استعدادًا لعملية غزو تايوان التي تستعد لها الصين بكل قوة، وتحاول عبر هذه المناطيد بمعرفة معلومات تفيدها في تعطيل القوة الأمريكية وإلهائها أثناء عملية الغزو المحتملة.
الأمل الوحيد الذي تمسّك به سكوت مكاي في مقاله، هو أن ما وصل إلى الصينيين من معلومات عبر مناطيدهم، يكون كافيًا لردعهم عن المضي قدمًا في خططهم، من ناحية أخرى، ينتبه الصينيون لتصريحات القيادات العسكرية والمدنية الأمريكية الكاذبة والمخادعة، ما يجعلهم يُدركون نقاط الضعف في القيادة الأمريكية المرتعشة وغير الجادة بما يكفي لمواجهتهم.
يُشير "مكاي" إلى أن الأمريكيين لا يملكون أساسًا أخلاقيًا لمواجهة أجسام الصين الطائرة في سمائهم، خاصة بعد تحقيق سيمور هيرش حول تورطهم في تفجير خط أنابيب نورد ستريم تحت بحر البلطيق العام الماضي، والذي يُعد عملًا حربيًا ضد روسيا لم يأذن به الكونغرس، ومن اللافت أن قصة الأجسام الطائرة ظهرت على السطح بعد تحقيق "هيرش".
في ظل هذه الصراعات العالمية الخطيرة، تزف كارين بيير خبر تعيين "بن لابولت" كأول مدير اتصالات في البيت الأبيض شاذ جنسيًا، مدعية أنه بذلك يصنع التاريخ.
هذا ما تنبأ به كما ذكرنا في مقال سابق وانغ هونينغ أبوالسياسة الصينية الحالية، من انهيار وتفسخ أمريكي، وهكذا تنفضح سوءة العم سام أمام التنين الصيني المترقب.
تعليقات
إرسال تعليق